نزف المشاعر
عدد المساهمات : 106 نقاط : 223 تاريخ التسجيل : 01/02/2010 العمر : 33
| موضوع: هل نريد أن يبدل الله سيئاتنا كلها حسنات؟؟ ..نعم نستطيع. الخميس مارس 04, 2010 11:18 am | |
| أخي الحبيب / أختي الكريمة
إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ، ومن منا لا ذنب له ؟ لسنا معصومين بل نحن بشر نخطيء ونصيب ، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ، وأول بشرى للتائب هي حب الله له وفرح الله به ، وفرح الله برجوع عبده وتوبته أشد من فرح إنسان في صحراء ضلت منه ناقته وعليها زاده وطعامه وشرابه ويأس من وجودها ، فنام ثم استيقظ فوجدها عند رأسه كم تكون فرحته ؟؟ الله حبيب التائبين وغافر الذنب وقابل التوب ، ورحمته سبقت غضبه ، فهنيئا للتائب بالتوبة .
ولكن بعد التوبة أليس عليه ذنوب وخطايا قد سود بها صحيفته ، وهو يخشي من الفضيحة يوم القيامة علي رؤوس الخلائق ؟ وهنا تأتي بشرى ثانية ، أن الله يستر المؤمن عند الحساب فلا يطلع علي خطاياه أحد ، والذنوب التي تاب منها توبة نصوحا تبدل حسنات ، فاجتمعت هنا والله ثلاث بشريات : مغفرة الذنب ، وستر الذنب ، وتبديل السيئة حسنة ، أهناك أكرم وأرحم وأرأف من ربنا الودود الكريم ؟؟!!
والبخاري ومسلم عن ابن عمر قال سمعت رسول الله يقول : " إن الله يدني المؤمن حتى يضع عليه كنفه ويستره من الناس ويقرره بذنوبه، ويقول له: أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: أي رب أعرف. حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال : فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم . ثم يعطى صحيفة حسناته " .
هذا عن المغفرة والستر فماذا عن تبديل السيئة حسنة ؟ هذا مشهد من مشاهد القيامة العجيبة يرويها الإمام مسلم عن أبي ذر قال: قال رسول الله : " إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة. وآخر أهل النار خروجا منها. رجل يؤتى به يوم القيامة. فيقال : اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها . فتعرض عليه صغار ذنوبه. فيقال : عملت يوم كذا وكذا ، كذا وكذا . وعملت يوم كذا وكذا ، كذا وكذا . فيقول : نعم . لا يستطيع أن ينكر . وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه. فيقال له : فإن لك مكان كل سيئة حسنة . فيقول : رب ! قد عملت أشياء لا أراها ههنا ". قال : فلقد رأيت رسول الله ضحك حتى بدت نواجذه " .
لما رأي هذا العاصي كرم الكريم ذهل عن عقله فبدأ يسأل عن ذنوبه الكبيرة التي استحي من كشفها لتبدل هي الأخري بحسنات ، هذا الرجاء ليس ليجترأ الناس علي المعاصي فإن عقاب الله شديد وإنما هذا الرجاء والترغيب لنزع اليأس من النفوس وفتح باب الأمل للإقبال علي الله وحسن طاعته ، وهذا هو شكر النعمة ، كما قام نبينا يتهجد حتى تفطرت قدماه رغم أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولكنه أجاب : أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا .
لو كان لك ولد أو خادم أغدقت عليه العطايا وأنفقت عليه الأموال وزدت له في النفقة فقال لك : كما أعطيتني هذا كله فلك علي ألا أطيع لك أمرا ولا أسمع لك كلمة لأنني مطمئن إلي مكانتي عندك ، والسؤال : هل هذا الولد أو الخادم قد قابل الإحسان بالإحسان ؟ أم قابل الإحسان بالنكران والعصيان ؟؟ وهذا ما لا نريده ولا نحبه .
اللهم أرزقنا توبة قبل الموت وثباتاً عند الموت وجنة بعد الموت .. | |
|
Matrix مسؤول
عدد المساهمات : 47 نقاط : 77 تاريخ التسجيل : 27/01/2010 العمر : 36
| |